القاهرة 30 يوليو 2011 (شينخوا) أعلنت غالبية الدول العربية انه لم يثبت لديها رؤية هلال شهر رمضان الليلة وعليه فان غدا الاحد هو المتمم لشهر شعبان على أن يكون بعد غد الاثنين أول أيام شهر رمضان الكريم .
ولشهر رمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشرفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان .
والناس في المملكة يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان، ووسائل الإعلام بدورها تتلقى خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية المكلفة برصد الأهلة القمرية والعديد من دول العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان إثبات المملكة له .
ومع ثبوت هلال شهر رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه ( فكوك الريق ) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة .
بعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه شيء. وطبق الفول في المملكة ذو فنون وشجون فهناك الفول العادي والقلابة وفول باللحم المفروم، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول باللبن.
أما أفضل أصنافه فهو الفول المطبوخ بالجمر، والذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن، ويغطى بطبق آخر وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في شهر رمضان خاصة عند أهل المملكة ( الكنافة بالقشدة ) و( القطايف بالقشدة ) و( البسبوسة ) و ( بلح الشام ) .
وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت - وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف - بمبخرة على الحاضرين فيها أما الآن فقد تتغير أوقات العمل والدوام الصباحي قليلا لتناسب الشهر الكريم وعن موائد الإفطار فتتميز (باللقيمات، والشوربة،والعريكة أو الفتة كما تسمى في المنطقة) وفى مصر يبدأ الناس بالإفطار بالتمر مع شرب اللبن وقمر الدين ومشروب " الخشاف " ، وقد يحلو للبعض أن يشرب العصيرات الطازجة كالبرتقال أو المانجو أوالشمام .
وبعد العودة من الصلاة ، تضع بعض الاكلات المفضلة للشعب المصرى بجميع انواعها المختلفة كما تضع على المائدة السلطة الخضراء أو سلطة الزبادي بالخيار ، ومحشي ورق عنب ، والطبق الرئيسي الدجاج المشوي أو بعض المشويات كالكباب والكفتة .
وبعد الانتهاء من الإفطار لابد من التحلية ببعض الحلويات ، ومن أشهرها : الكنافة والقطايف والبقلاوة ، والمهلّبية وأم علي ، وهذا بطبيعة الحال يتنوّع من مائدة إلى أخرى بحسب ذوق كل أسرة .
ويقوم الجميع بتناول الشاي ، والشاي المصري كما هو معروف أثقل مما هو في الخليج ، ويفضلونه في صعيد مصر أن يكون ثقيلا جدا ، وبعد أن ينتهوا من ذلك يبدأ الناس بالاستعداد للصلاة والتوجّه إلى المساجد . ينطلق الناس لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد حيث تمتليء عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة ، وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان ، فلقد خصّصت كثير من المساجد قسماً للنساء يؤدّون فيه هذه المشاعر التعبّدية.
واعتاد الناس في مصر على السهر بعد التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل ، يقضونها في الميادين والبيوت والمقاهي ، يتسامرون ويتبادلون الأحاديث ، ويحلو للبعض التنزّه عند النيل أو ركوب " الفلوكة " ، أو السمر عند الشواطيء . ومن العادات التي تميّز هذا البلد ، ما يُعرف بالمسحّراتي ، وهو شخص يقوم بالمرور على الأحياء والبيوت كي يوقظهم وقت السحور بندائه الشهير .
وللعشر الأواخر من رمضان طعمٌ آخر يعرفه المتعبّدون ، حيث تغدو هذه الأيام الفاضلة ميداناً يتسابق فيه المؤمنون بالعبادة والذكر ، ويتنافسون في قراءة القرآن والتهجّد ، ومن أهمّ ما يميّز هذه الأيام ، إقبال الناس على سنّة الاعتكاف في المساجد ، رغبةً في التفرّغ للطاعة .
أما السوريون يتلهفون لقدوم شهر رمضان حيث يستيقظ السوريون صباح كل يوم على مدفع السحور ونغمات المسحراتي الذي يدعى شعبيا "ابو طبله" حيث يتجول في الاحياء الشعبية داعيا بنغماته وطرقات طبلته الصائمين لعبادة الله وقيام الليل واعداد وجبة السحور.
يجتمع السوريون حول موائد السحور الشهية الغنية بالمأكولات الشائعة المحضرة من الخضار واللحم والسمن وبقية الاطعمة كالزيتون والبيض والجبن والشاي والمربيات والزعتر وغيرها .
بعد اداء فرائض الصلاة يغادر المصلون لاخذ قسط من النوم ثم يذهبون لاداء اعمالهم المعتادة فتكتظ الاسواق بالمستهلكين وتعمر المساجد بالمصلين حين اوقات الصلاة والذين يقرأون القرآن ويدعون الله عز وجل لهم بالقول بالقبول والطاعة.
من اهم ملامح العادات الرمضانية الاعلام بقدوم الشهر بمدفع الاثبات الذي تطلق قذائفه عصر اليوم السابق لشهر الصيام وفي الاسواق ينتشر باعه الحلويات الشهيرة كالكنافة والنهش (وهي حلوى من سكر وعجين وقشطة وفستق حلبي) والمعجنات كالمعروك (نوع من خبز شهر رمضان مزين بالسمسم) والناعم (طبق شعبي من العجين مقلي بالزيت ومزين بالدبس) ومحلات بيع الحمص والفول والسوس والمخللات حيث يتنافسون في عرض بضائعهم على المشترين والمستهلكين.
أم دولة الامارات تبقى المحافظة على العلاقات الأخوية والإنسانية كما هي لم تتغير أثناء شهر رمضان رغم التطور الحضاري يتمثل ذلك في الزيارات واللقاءات وتبادل الدعوات حول موائد شهر رمضان الإماراتية.. التي لازال من أهم وأشهر أكلاتها متمثلا في (الهريس)و(الفريد) و(البثيث)و(المتشبوس)و(ا لعصيدة)إضافة إلى وجبة أخرى بعد صلاة العشاء تسمى ( الفوالة ) وهي الوجبة الأم بالنسبة لهم.
ففي العراق تبدأ مظاهر شهر رمضان مع آخر أيام شعبان حين يستعد الجميع لهذا الشهر المبارك والظاهرة الأبرز لدى البغداديين التسوق- كما تعودوا- من سوق ( الشورجة) قبل موعد الإفطار لتلتف الأسرة عند سماع أذان المغرب حول مائدتها التي تتربع عليها (الهريسة العراقية.. المغطاة بالقرفه والهيل)و( الحنينية البغدادية .. المعمولة بالتمر والسمن أو الزيت) بعد الإفطار على التمر واللبن إضافة إلى (الدورمة وهي احد أنواع المحاشي) و(الكبة الحلبية) ومن أشهر حلويات بغداد .. (البقلاوة والزلابية) أما الأطفال فينتشرون بعدها في الحارة يلعبون(المحيبس) ويتغنون بنشيدهم المعتاد لتتجول فرقة المسحراتي آخر الليل وعند موعد السحور بين البيوت لتعزف أناشيدها الدينية.
و المغرب بلد جميل له عاداته وتقاليده التي يمتاز بها فعند مجيء شهر رمضان تقوم المرأة المغربية بتحضير كثير من الوصفات اللذيذة وفي هذا الشهر الجليل تكثر الزيارات بين الأقارب والأحباب لإحياء صلة الرحم.
ومن اهم عادات المغاربة في الفطور الحريرة لابد منها والشبكية وهي نوع من الحلويات والبريوات والتمر والسفوف ثم العجائن بأنواعها " البغرير المسمن الكعك والحرشة وكذلك البطبوط والمخمر " وهذه الأطباق تحضر قبل دخول رمضان الكريم وهي جميلة وفريدة تتميز مائدة الفطور المغربية بأكلات مالحة وساخنة وأخرى حلوة وغنية بالفتمينات. بعد آذان صلاة المغرب يتهيأ المغاربة إلى الذهاب لأداء صلاة العشاء في المساجد وعند عودتهم يهيأ إبريق الشاي مع بعض الحلويات مثل البريوات والسفوف. وفي الساعة 11 ليلا يكون العشاء ويكون عبارة عن طجين باللحم بالخضر أو غير ذلك من الطويجنات المختلفة لدينا أو الحوت مع السلطة و الديزرت وفي الأخير نشرب الشاي بالنعنع وتكون أيضا زيارات الأهل والأصحاب والنساء يعملن جلسات مع بعضهم الجيران والأهل وتكون جلسات للذكر والقيام .
وفى تونس "عين سبنيورية" أكلة تونسية خفيفة يبدأ التونسيون بها افطارهم وبعد صلاة التراويح ويبدأؤن بتكوين الحلقات لحفظ القران والإنصات لتفسيره مع تلقي دروس أخرى كما يحيون مهرجانات رمضانية في المخيمات ....وبالنسبة للمسحراتي فما زال(أبو طبيلة) ذلك المسحراتي موجودا حتى الآن..ينادي الناس وقت السحور.
يتميز شهر رمضان المبارك في لبنان بعادات وتقاليد دينيه واجتماعيه وثقافيه تكاد تكون موحده بين مختلف المناطق اللبنانيه، الا ان بعضها اختص بمنطقه دون اخري وفقا لتوزيع الديموغرافي بين الطوائف الاسلاميه، وتحديدا في الشمال والجنوب والبقاع مرورا ببيروت والضاحيه الجنوبيه لها.
ويعود بعض هذه العادات والتقاليد الي مئات السنين ومعظمها مرتبط بحقبات تاريخيه مرت علي لبنان، او حملها الي لبنان بعض الجماعات التي قدمت من بلدان المغرب العربي واقامت فيه. وتختص مدينه طرابلس علي سبيل المثال بتقليد خاص في استقبال شهر رمضان حيث تقوم فرق من الصوفيه قبل حلول الشهر المبارك بعده ايام بجولات في شوارع المدينه ويردد المشاركون فيها الاناشيد والمدائح النبويه و الاشعار في استقبال شهر الله، لتحضير الناس وتهيئتهم للصوم.
ومن بين هذه التقاليد الرمضانية ايضا ما يعرف اليوم ب "سيبانه رمضان" وهي عاده بيروتيه قديمه لا تزال مستمره الي يومنا هذا وتتمثل بالقيام بنزهه علي شاطيء مدينه بيروت تخصص لتناول الاطايب والمآكل في اليوم الاخير من شهر شعبان المعظم قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في شهر رمضان.
وجرتالعاده قديما علي ان تتوجه العائلات البيروتيه قبل غروب التاسع والعشرين من شعبان المعظم الي شاطيء بيروت تحمل معها انواعا مختلفه من الطعام والشراب وتقيم سهرات طويله تترقب خلالها قدوم الشهر المبارك